DOWNLOAD
"على خطى إبراهيم" هي عبارة ذات دلالة عميقة في الأديان السماوية الثلاثة (الإسلام، المسيحية، واليهودية)، وتشير إلى اتباع النهج والسلوك الذي سار عليه النبي إبراهيم عليه السلام في حياته وإيمانه.
من هو إبراهيم عليه السلام؟
إبراهيم عليه السلام يُعد أباً للأنبياء، وخليل الرحمن، وأحد أولي العزم من الرسل. يتميز بسيرته الغنية بالدروس والعبر، وقد ورد ذكره كثيراً في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى.
دلالة "على خطى إبراهيم"
عندما نقول "على خطى إبراهيم"، فإننا نعني اتباع أو الاقتداء به في جوانب متعددة:
التوحيد الخالص لله (الحنيفية):
- إبراهيم عليه السلام كان رمزًا للتوحيد الخالص ونبذ الشرك بجميع أشكاله. تحدى قومه ووالده في عبادتهم للأصنام والكواكب، ووجه وجهه لله وحده.
- الاقتداء: يعني ذلك تصفية العقيدة من أي شوائب شركية، والإيمان بالله وحده لا شريك له، والتوكل عليه في كل الأمور.
التسليم المطلق لأمر الله:
- تجلى تسليمه في مواقف عظيمة، مثل أمره بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وتركه لزوجته هاجر وابنه الرضيع في وادٍ غير ذي زرع (مكة).
- الاقتداء: يعني الرضا بقضاء الله وقدره، والطاعة التامة لأوامره ونواهيه، حتى لو بدا الأمر صعبًا أو غير مفهوم لنا في البداية.
الثبات على الحق والدعوة إليه:
- لم يخش إبراهيم عليه السلام لومة لائم في دعوته إلى الله، وتحمل الأذى في سبيل ذلك، حتى أنه أُلقي في النار.
- الاقتداء: يعني الشجاعة في قول الحق، والدعوة إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة، والصبر على ما قد يُصيب المرء في سبيل ذلك.
بناء الأسرة الصالحة:
- كان حريصاً على صلاح ذريته، ودعا لهم بالهداية والصلاح، وأسس بيت الله الحرام مع ابنه إسماعيل.
- الاقتداء: يعني الاهتمام بتربية الأبناء على الدين والأخلاق الحسنة، والسعي لبناء أسرة متماسكة قائمة على الإيمان.
الإحسان للناس وصلة الرحم:
- كان إبراهيم عليه السلام كريماً مضيافاً، وكان يُحسن إلى جيرانه وضيوفه.
- الاقتداء: يعني التعامل مع الناس بالحسنى، وصلة الأرحام، وتقديم العون للمحتاجين، والتسامح والعفو.
أهمية الاقتداء بإبراهيم عليه السلام
الاقتداء بإبراهيم عليه السلام هو دعوة إلى بناء شخصية مؤمنة قوية، مستسلمة لأمر الله، ثابتة على الحق، ومحبة للخير. إنه نموذج يُحتذى به في العقيدة والسلوك والأخلاق، وفي مواجهة تحديات الحياة بالإيمان والتوكل. لهذا نجد أن المسلمين في صلاتهم يُصلون على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
هل تفكر في جانب معين من حياة إبراهيم عليه السلام تود أن تستكشفه بشكل أعمق؟