DOWNLOAD
المعاد عند الفلاسفة المسلمين: من الكندي إلى ابن رشد للدكتور إياد
الكتاب الذي ذكرته، "المعاد عند الفلاسفة المسلمين: من الكندي إلى ابن رشد"، هو دراسة متخصصة في الفلسفة الإسلامية، ويتناول إحدى أهم القضايا الفلسفية والدينية: قضية المعاد (أو الحياة بعد الموت، البعث، الجزاء).
عن المؤلف:
المؤلف هو الدكتور إياد القيسي. الدكتور إياد هو أستاذ وباحث معروف في مجال الفلسفة الإسلامية، وله اهتمام خاص بتحليل آراء الفلاسفة المسلمين الأوائل والمتأخرين، وفهم مدى تأثرهم بالفلسفات اليونانية وتوفيقهم بينها وبين العقيدة الإسلامية.
محتوى الكتاب ومحاوره الأساسية:
يركز الكتاب على تتبع وتحليل آراء كبار الفلاسفة المسلمين الأعلام حول مسألة المعاد، وذلك في الفترة الممتدة من الكندي (أول فلاسفة الإسلام) وصولاً إلى ابن رشد. هذه الفترة الزمنية تشمل أهم الفلاسفة الذين ساهموا في بناء الفكر الفلسفي الإسلامي.
يتناول الكتاب عادةً المحاور التالية:
- مفهوم المعاد في الإسلام: يقدم الكتاب تمهيداً لمفهوم المعاد في العقيدة الإسلامية (القرآن والسنة) كأصل من أصول الإيمان.
- آراء الكندي: يبدأ بتناول رؤية الكندي (أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الصباح) للمعاد. الكندي، كأول فيلسوف عربي، حاول التوفيق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة الإسلامية، وقد تكون آراؤه في المعاد أكثر قرباً للجانب الروحاني البحت مقارنة بالجسدي.
- فلسفة الفارابي في المعاد: يتطرق إلى آراء الفارابي (أبو نصر محمد بن محمد)، الذي يُعرف بأنه المعلم الثاني بعد أرسطو. الفارابي كان له نظرة أكثر تعقيداً للمسألة، حيث يرى المعاد في إطار تحقيق السعادة القصوى للنفس العاقلة.
- تأويل ابن سينا للمعاد: يتناول الكتاب آراء ابن سينا (أبو علي الحسين بن عبد الله)، الذي فصل في المعاد الروحاني والجسماني. ابن سينا أكد على المعاد الروحاني بشكل فلسفي عميق، بينما كان موقفه من المعاد الجسماني أكثر تعقيداً وتأويلاً، مما أثار جدلاً كبيماً حوله.
- موقف الغزالي من المعاد: غالبًا ما يتضمن الكتاب تناولاً لموقف الغزالي (أبو حامد محمد) الذي شن هجوماً كبيراً على الفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة"، واعتبر إنكارهم أو تأويلهم للمعاد الجسماني كفراً.
- آراء ابن رشد في المعاد: يختتم الكتاب بآراء ابن رشد (أبو الوليد محمد بن أحمد)، الذي سعى إلى التوفيق بين الشريعة والفلسفة. ابن رشد حاول إعادة تفسير المعاد بما يتفق مع العقل الفلسفي ومقاصد الشريعة، وربما كان له وجهة نظر مختلفة عن أسلافه في تفصيلاته.
أهمية الكتاب:
تكمن أهمية هذا الكتاب في عدة جوانب:
- تتبع تاريخي: يقدم تتبعاً تاريخياً لآراء الفلاسفة المسلمين حول قضية محورية، مما يساعد على فهم تطور الفكر الفلسفي الإسلامي.
- تحليل مقارن: يقوم بتحليل مقارن لآراء هؤلاء الفلاسفة، مع إبراز نقاط الاتفاق والاختلاف بينهم، وتأثر كل منهم بأسلافه أو معارضته لهم.
- علاقة الفلسفة بالدين: يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الفلسفة والعقيدة الدينية في الإسلام، وكيف حاول الفلاسفة التوفيق بين متطلبات العقل والوحي، خاصة في قضايا الغيب.
- العمق الفكري: يقدم للقارئ فهماً أعمق للتحديات الفكرية التي واجهها الفلاسفة المسلمون في محاولتهم صياغة لاهوت عقلاني.
بشكل عام، يُعد هذا الكتاب مرجعاً قيماً للباحثين وطلاب الفلسفة الإسلامية، ولمن يرغب في فهم كيفية معالجة الفلاسفة المسلمين لقضية المعاد، والتي تُعتبر من أهم القضايا التي تُميز الفلسفة عن العلوم الطبيعية، وتتقاطع مع العقيدة الدينية.
.jpg)
