.png)
DOWNLOAD
"جنة النساء والكافرين، سفارة نامه فرنسا" هو عنوان كتاب مهم جداً في الأدب العثماني، كتبه يرميسكيز محمد جلبي أفندي (ويُعرف أحيانًا بـ "محمد أفندي").
عن المؤلف والكتاب
محمد جلبي أفندي (1670-1732) كان دبلوماسياً وكاتباً ورجل دولة عثمانياً. يعتبر أول سفير عثماني يتم تفويضه رسمياً من قبل السلطان أحمد الثالث إلى لويس الخامس عشر في فرنسا عام 1720.
"سفارة نامه" (Sefertnâme) هي كلمة تركية تعني "كتاب السفارة" أو "تقرير السفير". كان هذا النوع من الأدب شائعًا في الدولة العثمانية، حيث يقوم السفراء بتدوين ملاحظاتهم وانطباعاتهم عن البلاد التي يزورونها، لتقديمها للسلطان والوزراء عند عودتهم.
ويعتبر كتاب محمد جلبي هذا العمل الأول من نوعه الذي يصف رحلة سفير عثماني إلى باريس في مهمة رسمية، وقد سُلمت خلالها رسائل من السلطان العثماني إلى ملك فرنسا ورجال الدولة.
محتوى الكتاب وأهميته
تكمن أهمية كتاب "جنة النساء والكافرين، سفارة نامه فرنسا" في عدة جوانب:
- نافذة على التفاعل الثقافي: يقدم الكتاب للقارئ نافذة فريدة على التفاعل بين العالمين العثماني والفرنسي في بداية القرن الثامن عشر. يرصد محمد جلبي رحلته إلى باريس لاستكشاف التقدم الفرنسي في مختلف المجالات.
- وصف الحياة الباريسية: لم تكن المهمة مجرد مهمة دبلوماسية، بل كانت فرصة للسفير للتجول في المدينة، ومشاهدة عمرانها ومعالمها الاقتصادية والاجتماعية، وملامحها العلمية. يصف إعجابه بدور الأوبرا، ورحلات الصيد، وقصر الملك وحدائقه.
- ملاحظات على "النساء والكافرين": يشير عنوان الكتاب "جنة النساء والكافرين" إلى ملاحظات محمد جلبي حول طبيعة المجتمع الفرنسي الذي شاهده. يُقال إن هذا التعبير يعكس دهشته من حرية النساء ودورهن في المجتمع الفرنسي، وكذلك من طبيعة الحياة في بلد غير إسلامي (بالنسبة للمفهوم العثماني في ذلك الوقت). هو لا يقصد بكلمة "جنة" هنا المعنى الديني الحرفي للجنة، بل هي تعبير مجازي عن الإعجاب والدهشة من جوانب معينة في المجتمع الباريسي، والتي قد تبدو "غريبة" أو "مختلفة" عن المألوف في بلاده، خاصة فيما يتعلق بالنساء وأنماط حياتهن وطريقة اختلاطهن. كما أن كلمة "الكافرين" تشير إلى سكان فرنسا من غير المسلمين.
- أسلوب الكتابة: الكتاب مكتوب بسلاسة، ويعكس نظرة سياسي يختبر شيئًا من الحياة اليومية والسلوكيات في مجتمع مختلف.
باختصار، يعتبر هذا الكتاب وثيقة تاريخية وأدبية قيمة، تقدم رؤية عثمانية فريدة لفرنسا في القرن الثامن عشر، وتكشف عن انطباعات سفير مسلم عن مجتمع غربي مختلف تمامًا عن عالمه.
.jpg)
