كتاب الاستواء معلوم والكيف مجهول، تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته حاتم

DOWNLOAD

"الاستواء معلوم والكيف مجهول" هي مقولة شهيرة ومحورية في عقيدة أهل السنة والجماعة، وتتعلق بمسألة صفة الاستواء لله تعالى على عرشه. الجملة التي تلتها في سؤالك: "تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته حاتم" تُشير إلى فهم معين لهذه المقولة، وقد يكون لها علاقة بآراء الشيخ حاتم العوني أو غيره من المعاصرين.

---

شرح مقولة "الاستواء معلوم والكيف مجهول"

هذه المقولة تُنسب إلى الإمام مالك بن أنس رحمه الله، عندما سُئل عن كيفية استواء الله تعالى على العرش، فقال:

• "الاستواء معلوم": أي أن معنى كلمة "الاستواء" في اللغة العربية معروف، وهو العلو والارتفاع والاستقرار. فنحن نفهم المعنى اللغوي لهذه الكلمة، ولا ننكره أو نحرفه.
• "والكيف مجهول": أي أن كيفية استواء الله تعالى على عرشه غير معلومة لنا. فالله تعالى مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته، ولا يشبه استواء المخلوقين. لا نعلم كيفيته، ولا نكيّف، ولا نمثّل، ولا نشبّه.
• "والإيمان به واجب": أي يجب الإيمان بهذه الصفة كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، دون تأويل أو تحريف.
• "والسؤال عنه بدعة": أي السؤال عن الكيفية (كيف استوى؟) يُعتبر بدعة لأنه يُفضي إلى التكييف والتشبيه، وهو أمر لم يُشرع، ولا يمكن للعقل البشري إدراكه.

---

دلالة المقولة (بين الإثبات والتفويض)

هذه المقولة تمثل المنهج السلفي (أهل السنة والجماعة) في التعامل مع صفات الله تعالى. هناك تياران رئيسيان في فهم هذا المنهج:

1. منهج التفويض: يرى أصحابه أن المقصود بـ "الاستواء معلوم" هو معرفة المعنى اللغوي الإجمالي، لكن المعنى التفصيلي الحقيقي لصفة الاستواء التي تليق بالله تعالى مفوض إلى الله. أي أننا نُثبت اللفظ الوارد، ونؤمن به، ولكننا لا نتعمق في تحديد معناه الحقيقي، بل نُفوّض علم ذلك إلى الله. هذا هو ما قد يُفهم من عبارة "تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته".
2. منهج الإثبات (مع نفي الكيفية والتشبيه): يرى أصحابه أن "الاستواء معلوم" يعني أننا نُثبت المعنى اللغوي الحقيقي للاستواء (العلو والاستقرار) لله تعالى، لكننا ننفي أي تكييف أو تشبيه. أي أننا نُثبت لله استواءً حقيقيًا يليق به، لا كاستواء المخلوقين، ولا نُفوّض المعنى نفسه، بل نُفوّض الكيفية فقط. وهذا هو رأي جمهور السلف كما يرى الكثير من أئمة أهل السنة.

---

علاقة المقولة بـ "حاتم" (حاتم العوني)

الشيخ حاتم العوني هو من العلماء المعاصرين الباحثين في قضايا العقيدة والمنهج السلفي. إذا كانت العبارة "تقرير لتفويض المعنى لا لإثباته حاتم" مرتبطة به، فهذا يعني أنه قد يكون من الذين يرون أن مقولة الإمام مالك تدل على تفويض المعنى الخاص بالاستواء (كيفية اتصاف الله به) وليس مجرد تفويض الكيفية الظاهرة.

المسألة خلافية دقيقة بين أهل السنة والجماعة حول هل السلف فوضوا المعنى أم الكيفية فقط. لكن المتفق عليه بينهم هو:

• الإيمان بالصفة كما جاءت.
• عدم التكييف أو التشبيه.
• عدم التحريف أو التأويل الذي يخرج بالصفة عن ظاهرها اللغوي.

هل تود المزيد من التوضيح حول هذا الخلاف الدقيق أو منهج معين في فهم هذه الصفة؟